كيف حالكم اخواتى فى الله
أسأل الله لكم الخير و دوام الصّحة والعافية
ومعانا النهارده اسم جديد من اسماء الله الحسني وطرق التعبد لله به
هنتكلم عنه مع بعض
1
فهل تعرف ما معنى الشكور ؟؟؟
هو الذي لا يضيع عنده عمل عامل بل يضاعف الأجر و يقبل
اليسير من العمل و يعطي الكثير من الثواب
فالشاكر الذي يشكر لعباده طاعتهم والشكور كثير الشكر
قال تعالى :
إِن تُقْرِضُوا اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّـهُ
شَكُورٌحَلِيمٌ ﴿التغابن: ١٧﴾
{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ
فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ}
[البقرة : 158]
وهو الشكور فلن يضيع سعيه لكن يضاعفه بلا حسبان
ما للعباد عليه حق واجب هو أوجب الأمر العظيم الشان
كلا ولا عمل لديه ضائع إذ كان بالإخلاص والإحسان
إن عذبوا فبعدله وإن نعموا فبفضله والحمد للمنان
2
معانى حول الاسم
اقتران اسم الله الشكور بالغفور
فسبحانه هو صاحب الفضل في كل حال فإن عصيته يغفر وإن أطعته يشكر
ولا يخلو أى عمل صالح من تقصير فيغفر التقصير ويقبل القليل
ويشكر عليه ويجازي عليه الكثير
اقتران اسم الله الشاكر بالعليم
ومع أنه شاكر, فهو عليم بمن يستحق الثواب الكامل
بحسب نيته وإيمانه وتقواه, ممن ليس كذلك، عليم بأعمال العباد فلا يضيعها
بل يجدونها أوفر ما كانت على حسب نياتهم التي اطلع عليها العليم الحكيم.
الفرق بين الحمد والشكر
قالوا إن
الحمد هو الثناء بالقول على المحمود بصفاته اللازمة والمتعدية
اللازمة مثل العظمة والمتعدية مثل الكرم والرزق والإنعام
وما شابه ذلك يعني أنها تتعدى إلى المخلوقين
وأما الشكر فإنه الثناء باللسان والقلب والجوارح و لا يكون إلا على الصفات المتعديةتشكره على إحسانه وإنعامه وكرمه باللسان بأن تذكر محاسنه
وفي قلبك بأن يكون فيه محبة المنعم واستحضار هذا الإنعام
ويكون بالجوارح بأن تشتغل هذه الجوارح بالتقرب إليه
كيف تعبده باسمه الشكور والشاكر
تعرف عليه في الرخاء يعرفك في الشدة
لا تحقرن من المعروف شيئا فربك شكور فلا تدري بأى عمل ترجح كفة الميزان
من إقتران الشكور بالغفور نعلم إن الطاعة لابد أن يكون فيها نقص
فلا تعجب بها ولا تغتر بها فهى محض فضل من الله
من فعل لك خيرا فكافأه
فمن لم يشكر الناس لم يشكر الله ولكنه شكر ثناء
ولكن القلب يعلم أن المنعم هو الله وهذا الشخص وسيلة لذلك
لا تنسب فضله لغيره
مطر الناس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر .
قالوا : هذه رحمة الله . وقال بعضهم : لقد صدق نوء كذا وكذا "
قال : فنزلت هذه الآية : فلا أقسم بمواقع النجوم حتى بلغ : وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون [ الواقعة / آية 75 - 82 ] .(صحيح مسلم )
لا تنسب الطاعة لنفسك واشكره عليها فمن عظيم فضله
إنه ينعم ثم يثني
فهو من أنعم عليك بالجوارح التي تطيعه بها وهو من يسر لك الطاعة ووفقك لها
ثم بعد ذلك يغفر لك تقصيرك فيها ويشكرك عليها فيجازيك
بأكثر مما تستحق فسبحان ربنا الشكور !
سمع أحد الصالحين هذة الإية {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} [ص : 44]
فقال ما أكرمه من رب ينعم ثم يثني
تحقيق الشكر لله
1- لماذا نشكر ؟
- حتى يزيدك الله من نعمه ولا يحرمك
{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}
[إبراهيم : 7]
_الأجر من الله
{وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران : 144]
النجاة من عذاب الله
{إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ (34)
نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ (35)} [القمر : 34 - 35]
{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النحل : 112]
لإن الشكر أفضل النعم
لما نزلت : { والذين يكنزون الذهب والفضة . }
قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره
فقال بعض أصحابه : أنزلت في الذهب والفضة لو علمنا أي المال خير فنتخذه .
فقال : أفضله لسان ذاكر وقلب شاكر وزوجة مؤمنة تعينه على إيمانه
(الترمذى حديث حسن)
2- الفرق بين الشاكر والشكور فى حق العبد؟
نفرق بين الإنسان الشاكر والشكور
الشاكر : هو من يشكر ربه في الرخاء
أما الشكور من يشكر ربه أيضا في البلاء
فمراتب الناس وقت البلاء أربعة
* التسخط * الصبر *الرضا * الشكر
لذلك قال الله
{ وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ : 13]
وكان الحبيب صلى الله عليه وسلم يقول
أفلا أكون عبدا شكورا
3- كيف تحقق منزلة الشكر
تحقيق الشكر يكون بالعلم \ الحال \العمل
العلم : يكون بمعرفة النعمة من المنعم فتشكره عليها باللسان
بثنائك عليه ونسبتها له وحده
الحال : الفرح الحاصل بإنعامه وإستشعار فضله بالقلب
العمل : حفظ النعمة وإستخدامها فيما يرضي المنعم بالجوارح
لذلك قال تعالى
ٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًاُ} [سبأ : 13]
و هناك ممن يجيدون فن التعامل مع الله
و أعظم مثال هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
عن أمنا عائشة رضي الله عنها :
(( أنهم ذبحوا شاةً ,فقال النبي - صلى الله عليه وسلم
: ما بقي منها ؟قلت : ما بقي منها إلا كتفها ,
قال : بقي كلها غير كتفها))
و كلما زدت يزيدك
سبحانه قال : وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ
وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴿ابراهيم: ٧﴾
4
استشعر بقلبك
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يتصدق أحد بتمرة من كسب طيب .
إلا أخذها الله بيمينه . فيربيها كما يربي أحدكم فلوه أو قلوصه .
حتى تكون مثل الجبل أو أعظم) (صحيح مسلم)
وتصديق ذلك في كتاب الله عز وجل :
{ ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات }
و { يمحق الله الربا ويربي الصدقات }
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرا فنزل فيها
فشرب ثم خرج ، فإذا كلب يلهث
يأكل الثرى من العطش فقال الرجل :
لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ بي
فنزل البئر فملأ خفه ثم أمسكه بفيه
فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له )
قالوا : يا رسول الله ، وإن لنا في البهائم أجرا ؟ فقال : في كل ذات كبد رطبة أجر (صحيح البخارى)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(بينما كلب يطيف بركية ، كاد يقتله العطش إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها ، فسقته فغفر لها به)صحيح البخاري
تخيل...!
إمرأة زانية يدخلها الله الجنة لأنها سقت كلبا أجهده العطش
فإياك أن تستصغر عملا أبدا فإن بسمتك في وجه أخيك صدقة
و كلمتك الطيبة صدقة و يضاعف الله الأجر لمن يشاء
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بينما رجل يمشي بطريق ، وجد غصن شوك فأخذه ، فشكر الله له فغفر له ) .صحيح البخاري
أبعد كل هذا تيأس وتترك الطاعة !!
أبعد كل هذا تسيء الظن به وتقول لا يريدني ويبتليني ليعذبني !!!!
قال تعالى{مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا}
[النساء : 147
5
ادع الله الشاكر الشكور
من قال حين يصبح( اللهم ما أصبح بي من نعمة فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر) فقد أدى شكر يومه ومن قال مثل ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته (أبو داود)
يا معاذ قلت : لبيك قال : إني أحبك قلت : و أنا و الله ، قال : ألا أعلمك كلمات تقولها فى دبر كل صلاتك قلت : نعم قال :
قل : اللهم أعني على ذكرك و شكرك ، و حسن عبادتك(صححه الألباني)
سبحانه !
أجمل من تتعامل معه و تربح منه هو الله الشكور
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يوفقكم لقيام ليلة القدر
إيماناً واحتساباً وإن يغفر لكم ذنوبكم إنه قريب مجيب " آمين "
اتمني الدرس يعجبكم
لا تنسوني من صالح دعائكم بظهر الغيب
احبكم في الله انتظروني في الدرس القادم